حرائق سوريا أضرار كبيرة وأسباب مجهولة.
خسائر كبيرة تكبدها قطاع الزراعة في سوريا خلال السنوات الماضية نتيجة الحرائق التي اجتاحت الغابات والأراضي الزراعية، وكانت الحرائق التي اجتاحت مساحات من محافظات حماة وحمص واللاذقية وطرطوس خلال شهري أيلول/سبتمبر، وتشرين الثاني/أكتوبر من العام الحالي أكبرها.
وأصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقريرا يرصد خسائر الحرائق في سوريا حتى 11 تشرين الثاني/أكتوبر حيث قدر الأراضي المدمرة مؤخرا بأكثر من 9000 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، وقال وزير الزراعية في حكومة النظام السوري محمد حسان قطنا خلال لقاء أجرته معه قناة السورية الموالية للنظام أن عدد الحرائق النهائي كان 171 حريق توزعت
على محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، خلال شهر تشرين الثاني/أكتوبر، وتعتبر هذه الحرائق الأكبر في تاريخ سوريا.
بالأرقام خسائر بشرية ومادية
وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أعلنت السبت 10 تشرين الأول عن وفاة أربعة مدنيين نتيجة الحرائق التي اندلعت في الساحل، كما تم نقل 70 شخص من اللاذقية و9 أشخاص من حمص إلى المستشفيات نتيجة حالات الأختناق. كما ذكر تقرير الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد المتضررين من الحرائق وصل إلى 140000 شخص 28000 أسرة من خلال تدمير المنازل والأصول وإلحاق الضرر بها، من بينهم 25000شخص قد نزحوا من مناطق الحرائق. وبحسب التقرير أنه تم نقل 15 مريضا من قسم العناية المركزة في مستشفى الحفة إلى مستشفى تشرين الوطني في اللاذقية، كما تم نقل تسعة مرضى من مستشفى القرداحة وخروج المستشفى الأخير عن الخدمة.
محافظة اللاذقية
رئيس فرع اتحاد الفلاحين في محافظة اللاذقية “حكمت صقر” في تصريح لصحيفة الوطن الموالية للنظام قال: إن أضرار الحرائق في الحفة تشمل 28 قرية، وفي القرداحة 43 قرية، وفي جبلة 25 قرية ومزرعة، بالإضافة إلى تضرر 72منزل بين أضرار كلية وجزئية.
وأضاف صقر أن الإحصائيات بالنسبة للأشجار شملت 1.340 مليون شجرة حمضيات، 3.370 مليون شجرة زيتون، و 259 ألف شجرة من أنواع أخرى مختلفة، و2 طن من التبغ، كما تضرر 11 بيتا بلاستيكيا في جبلة، و220 دنما مزروعا بخضار خريفية مكشوفة، 1100 خلية نحل، و7 رؤوس أبقار، و30 ألف متر من شبكة الري بالتنقيط.
محافظة طرطوس
وفقا لتقرير صادر عن مديرية دعم القرار والتخطيط الإقليمي التابع لمحافظة طرطوس، أعلنت المحافظة أن المساحات المتضررة بلغت بمجمل محافظة اللاذقية 12248.394 دنما، ومساحة الغطاء الحراجي المتضرر 10778.5 دنما، ووفقا للمحافظة فإن عدد الأشجار المتضررة من شجر الزيتون 181428 شجرة، والحمضيات 735 شجرة، و16032 شجرة تفاح، و1420 شجرة رمان، و341 شجرة كرمة، 260 شجرة جوز، و69بيت بلاستيكي، كما طالت الأضرار 68 خلية نحل، و4 غنمات، و7 مداجن.
محافظة حمص
أعلنت محافظة حمص عن إجمالي الأضرار نتيجة الحرائق على لسان محافظ حمص “بسام بارسيك” حيث قال: أن 14 قرية وبلدة تضررت بفعل الحرائق، وأن المساحة الكلية المتضررة من زراعية وحراجية بلغت 2854 دنما بريف المحافظة الغربي، فيما بلغت المساحة الزراعية الإجمالية المتضررة في تلك القرى 1433 دنما

أسباب أشتعال الحرائق مجهولة
لم يحدد أي مصدر رسمي أسباب أندلاع الحرائق في شهر تشرين الثاني/أكتوبر، وزير الزراعة في حكومة النظام محمد حسان خلال لقائه مع قناة السورية الموالية للنظام قال أن وزارة الداخلية والجهات المختصة هي المعنية بتحديد أسباب الحرائق ومن المتسببين، أما دور وزارة الزراعة فهي توفير المستلزمات والتنسيق بين فرق العمل وغرف العمليات لتوزيع الإمكانيات، وأشار أن الظروف الجوية وانخفاض نسبة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة وشدة الرياح هي التي ساعدة على اشتعال الحرائق وانتشارها.
الدكتور أسعد مصطفى الوزير وزير الزراعة السابق تحدث لتلفزيون سوريا المعارض من الكويت عن أسباب الحرائق، حيث استبعد أن تلعب دراجات الحرارة دورا في الحرائق لأن الحرائق بدأت في صلنفة وهي منطقة باردة، وبأنه بفترة توليه الوزارة كانت معظم الحرائق بفعل فاعلين من أجل الاستلاء على الأراضي والانتفاع منها.
وأوضح المصطفى خلال حديثه لتلفزيون سوريا أن جميع المنتجعات السياحية والقصور والأبنية التي تعود لأشخاص متنفذين في النظام في المناطق الواقعة في صلنفة هي مناطق حراجية تم الاستلاء عليها، وأستند في معلوماته على مسح أجري على المنطقة في عهد توليه الوزارة، وكشف المصطفى أن أهم الشخصيات التي استولت على أراضي في هذه المنطقة هم: منذر الأسد، ووليد عثمان، ومحمد مخلوف.
وأضاف أسعد مصطفى أن التواجد العسكري في تلك المنطنقة قد يكون السبب خلف أشتعال الحرائق لأهداف عسكرية مثل إنشاء قواعد، أو قربها من قواعد عسكرية في إشارة إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية.
وتعرضت قاعدة حميميم خلال السنوات السابقة لقصف بطائرات مسيرة، وبإحراق المناطق المحيطة بها تؤمن محيط القاعدة، ويصبح رصد محيط القاعدة أكثر سهولة من عمليات التسلل أو الأقتراب من القاعدة العسكرية.
يهمك قراءة الخبر بحجة الأموات يسلب الأحياء في سوريا
بعض أهالي المناطق التي اشتعلت فيها الحرائق هاجموا أصحاب الأراضي الزراعية الذين قاموا بإحراق مخلفات الأراضي متهميهم بأنهم السبب في اشتعال الحرائق وعدم إمكانية السيطرة عليها، كما حصل في الحرائق التي اشتعلت في محمية الشيوخ وحرائق حماة في شهر أيلول/سبتمبر، حيث اعلنت وزارة الزراعة في حماة أن سبب هذه الحرائق هو حرق مخلفات زراعية، وإهمال أحد المواطنين في منتزه الحميمة، حيث قام بإشعال النيران ولم يستطع السيطرة عليها.
الانتفاع من الأشجار بعمليات التفحيم وبيع الخشب في فصل الشتاء أيضا كانت أحد الأسباب في اشتعال الحرائق في أوقات سابقة، ويقوم بهذه الحرائق عناصر متنفذة تتبع لنظام تجري عمليات بيع الفحم والحطب.
وبين عامي 2010 و2018، التهمت حرائق الغابات أكثر من ربع مساحة غابات سوريا، حيث سُجلت أكثر من 2000 حادثة حريق، طالت مساحة تزيد على 100 ألف هكتار في الساحل السوري.
