الألغام والذخائر غير المتفجرة مستمرة بحصد أرواح الأطفال في سوريا

Farhat Ahmed بقلم: فرحات أحمد |

قبل يومين كان الطفل مراد جعاطة البالغ من العمر 10 سنوات يلعب في فسحة أمام منزل عائلته في محافظة درعا، جنوبي سوريا، عندما انفجرت قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق، وأسفرت مقتله على الفور وحوّلته إلى أشلاء أمام ناظري والديه.

مراد ليس الوحيد الذي قتل هذا الشهر نتيجة انفجار مخلفات الحرب في سوريا، فقد وثّق الناشط أحمد الشبلي المختص بأخبار محافظة الرقة مقتل ثمانية أطفال منذ بداية شهر سبتمبر / أيلول الجاري في محافظة الرقة الواقعة شمال شرقي البلاد.

تقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثّقت مقتل 122 مدنياً خلال شهر أغسطس / آب الماضي، 20 بالمئة منهم فقدوا حياتهم بسبب انفجار الألغام، وتشير الشبكة إلى أن أياً من القوى الفاعلة في النزاع السوري لم تكشف عن خرائط للأماكن التي زرعت فيها الألغام.

كما أكّدت أن القوات الحكومية وروسيا تواصلان استخدام الذخائر العنقودية، ولفتت في تقرير إلى أن أكثر من 80 بالمئة مــن ضحايا هذه الذخائر في العالم منذ عام 2010 كانوا في سوريا.

وبيّنت أن الجهـة المسـؤولة عـن اسـتخدام تلك الأسلحة هـي إمـا النظام السـوري أو روسيا، وأضافت أنه لـم يثبت استخدام تلك الأسلحة من جانب بقية أطراف الصراع مثل المعارضة المسلحة أو “قوات سورية الديمقراطية” أو قوات التحالف الدولي، أما الألغام الأرضية فقد جرى استخدامها من جميع الأطراف المذكورة، باستثناء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”.

وقالت قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن عام 2018 كان الأكثر فتكاً بأطفال سورية، منذ بدء الحرب عام 2011، حيث توفي فيه 1106 أطفال نتيجة القتال.

وأوضحت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا هـ. فور، أن هذه الأرقام هي كل ما تمكنت الأمم المتحدة من التحقّق منه، مما يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.

وأضافت أن، التلوث بالألغام هو السبب الرئيسي للإصابات التي يتعرض لها الأطفال في جميع أنحاء البلاد، ووصل عدد ضحايا الذخائر غير المنفجرة في العام الماضي إلى 434 حالة بين قتيل وجريح، إضافة إلى حدوث 262 هجوماً على المرافق التعليمية والصحية، وهو أيضاً رقم قياسي، بحسب قولها.

وتعدّ مدينة الرقة واحدة من أكثر المدن السورية التي تنتشر فيها الألغام والعبوات الناسفة التي تودي بحياة العشرات من أهلها بشكل متكرر، بسبب الحرب التي شهدتها بين التحالف الدولي و”قسد” من جهة وتنظيم “داعش” من جهة أخرى.

ونقلت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في تقرير  لها، “أنه في الفترة بين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2017 و20 يناير/كانون الثاني 2018، أصابت الألغام ما لا يقل عن 491 شخصا، بينهم 157 طفلاً، وقتلت أغلبهم، ومن المؤكد أن العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير نظراً لوفاة الكثيرين قبل تلقيهم أي مساعدة طبية، وعدم توثيق هذه الحالات بالضرورة”.