كورونا وعاشوراء في سوريا

الخوف من الإصابة بفايروس كورونا وانتشاره لم يكن رادعاً للحد من الاحتفالات بمناسبة عاشوراء في عدد من المناطق السورية وأبرزها دمشق وحلب، حيث اكتست بعض الأحياء والأسواق بالأعلام السوداء التي كتب عليها عبارة تعبر عن طقوس عاشوراء، كما جهز أتباع المذهب الشيعي أماكن خاصة لهذه المناسبة.
وشهدت منطقة السيدة زينب وسوق الحميدية وشارع الأمين في دمشق طقوس عاشوراء، حيث تم تجهيز مجلس عزاء في الكراج الجديد( كراج الساحة العراقية) قرب مشفى الإمام الصدر، استمر من يوم الخميس 8 محرم إلى يوم الثلاثاء 13 من محرم، كما شهدت منطقة السيدة زينب ومقام السيدة رقية والحميدية المسيرات العاشورائية، حيث تجتمع مجموعات من اتباع المذهب الشيعي في هذه المناطق، وأثناء المسير تجري ممارسة طقوس عاشوراء المتمثلة باللطم والبكاء والأغاني الشيعية، وشارك في هذه المسيرات عناصر من ميليشيات إيرانية وعراقية وأفغانية، ومعظم هذه المجموعات لم يراعوا الإجراءات الوقائية لفايروس كورونا وخاصة ارتداء الكمامات أو وجود مسافة أمان بين أفراد المسير، ولم تشهد دمشق توافد لشيعة العراق وإيران كما جرت العادة في كل سنة بسبب فايروس كورونا واقتصرت المشاركات على المجموعات التي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام.
وشهدت منطقة السيدة زينب أبرز التجمعات حيث تم تمثيل معركة كربلاء، فتم تجسيد شخصيات الإمام علي وأبنيه الحسن والحسين، وشهد هذا المسير تجمعا كبيراً للناس والزائرين، وتعتبر منطقة السيدة زينب من أكثر المناطق انتشاراً لفايروس كورونا.
ولم يقتصر أحياء مراسم عاشوراء على مدينة دمشق، فقد أحيت معظم المناطق التي يقطنها سكان يعتنقون المذهب الشيعي هذه المناسبة،‘ فقد شهدت مدينتي نبل و الزهراء ذاتي الغالبية الشيعية الواقعتين في محافظة حلب مسيرات عاشورائية تمثلت بالمسير وإلقاء الكلمات المخلدة لهذه الذكرة والمذكرة بها.
وقد ساهمت المليشيات الإيرانية والعراقية بشكل كبير في انتشار فايروس كورونا في سوريا، كونها لا تخضع للفحوصات أثناء دخولها إلى سوريا من معبر البوكمال الحدودي مع العراق.
وأبرز التشكيلات المتواجدة في سوريا هي الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس، لواء فاطميون ومعظمه من الأفغان، لواء زينبيون ومعظمه من الباكستانيين، أما الميليشيات العراقية هي لواء أبو الفضل العباس ، كتائب حزب الله العراقي، حركة النجباء العراقية، عصائب أهل الحق، فيلق الوعد الصادق، لواء ذو الفقار، ولواء الإمام الحسين.
وخلال الخمسة الأيام القليلة الماضية تم تسجيل 335 حالة إصابة بفايروس كورونا، كان لمدينة دمشق النصيب الأكبر منها بعدد 137 إصابة، وجاءت بعدها حلب بعدد إصابات 82 إصابة، بينما بلغ عدد الإصابات الكلية بفايروس كورونا المسجلة في سوريا 2898 إصابة.