
لبنان مطعون في الصميم

وكان الشاب اللبناني ما كان ينقصه الا أن يرزح تحت ضغوط أكبر. انفجار بيروت اودى بالاحلام بعيداً وجعلها حاضرة في أحلام النوم حصراً.
بات حلم الشباب اللبناني أن يستروا عريّ مساكنهم، وأن يؤمنوا مأوى لتشردهم.
أصبح العيش ثقيل تحت سماء ملأها الدخان وشوارع كساها الزجاج.
أخطر من الحرب
لم يعش شباب اليوم هول الحروب المتلاحقة التي عصفت في لبنان، ألا انهم ذاقوا في الرابع من آب ما هو أخطر من الرصاص والقنابل، ذاقوا مرّ الغدر وعدم الثقة، وكأن حكام لبنان أطلقوا الرصاصة في الصميم، في القلب، في العاصمة، في بيروت…
ذاك اليافع في وطنه شاهد جثث ملقاة على جوانب الطرقات، رأى الجريح يداوي الجريح على أبواب مستشفيات العاصمة، ذُهل من هول الدمار الذي حل في الشريان الاساسي للبنان.
حلّ بناء البيوت المدمرة مكان بناء الاحلام في لبناننا.
أقوى من الكوارث
لم نشبه بطائر الفنيق عبثاً، تسري ارادة العيش في عروقنا، في غضون بضعة ساعات، فُتحت بيوت أمام الذين خسروا بيوتاً، همّة الشباب تُرجمت على الارض أعمال بحث عن الضحايا العالقين تحت أنقاض الدمار، وتنظيف شوارع وبيوت، وجمع مساعدات للعائلات المتضررة.
أكثر وطنية من مدعي الوطنية
يا من تغنيتم بلبنان في المحافل الدوليّة وزايدتم على حب بيروت. يا من كتبتم أشعاراً في بياناتكم وتصريحاتكم على مر سنوات تصفون بها كفاحكم في سبيل لبنان. يا من خاطبتم الشباب مشددين على أهمية حب الوطن والتمسك بالارض… سقط القناع!
تراب لبنان ارتوى بدماء الضحايا، بيروت منطقة منكوبة، أطنان “الدمار الشامل” انفجرت بنا، الشباب الذين خاطبتموهم انكسر فيهم وطنهم… نفذتم جريمة بحق لبنان!