النزوح إلى الجحيم(2) “معاناة الأطفال”

بقلم: ألفت القباطي |

طفلان يمنيان بائعان

أي شخص دون سن الثامنة عشر يعتبر طفلاً وله الحق في الحماية والرعاية. ((ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الأطفال))

 

يتناول 15-في المائة فقط من الأطفال الحد الأدنى المقبول من الغذاء والذي يحتاجونه لأجل بقائهم على قيد الحياة ونموهم وتنميتهم هذه مأساة أطفال اليمن البلد الذي يعاني من حرب تزداد وتيرته كل يوم منذ خمس سنوات وقد اثرت هذه الصراعات المشتعلة في جميع ارجاء البلاد على كافة شرائح المجتمع وسبل معيشته ومصادر دخله وتوفير غذائه ولكن كانت أكثر الفئات تأثراً بهذا الصراع هي فئة الأطفال فقد غاب عن حمايتهم الجميع وأصبحوا أكثر المواطنين عرضة للمخاطر

 

 

أكثر الفئات تضرراً:

يعاني ما يقرب من 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وهم بحاجة إلى الرعاية العاجلة. ويشمل ذلك 462,000 طفل على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد، وهؤلاء يمكن أن يموتوا إذا لم يحصلوا على المساعدات التي يحتاجونها وخلّف تصاعد النزاع في اليمن أكثر من 12 مليون طفل هم بحاجة للحصول على مساعدة إنسانية عاجلة وما يقارب من 20 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، ممن هم في حاجة للحصول على مساعدات الرعاية الصحية الأولية فلا يزال الأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع إجمالي حالات الكوليرا المشتبه بها وحالات الإسهال المائي الحاد.

تلك الأرقام الصادمة التي رصدتها اليونيسف تبين الوضع الكارثي الذي يعاني منه أطفال اليمن جراء التدهور الاقتصادي والأمني والحقوقي الذي سببته الحرب وما خلفتها عليهم من صدمات نفسية لا تقل خطورتها عن وضعهم الصحي والغذائي مما ينتج عن ذلك بشكل سلبي على مستقبلهم ومستقبل بلادهم ان لم يتوفر تدخلاً جاد من قبل جميع الأطراف داخليا وخارجيا لإنقاذهم.

أطفال يمنيين نازحين

بلا مأوى:

يلتحفوا الخواء ليلا ويستظلون تحت الأشجار ظهرا هربا من حرارة الشمس، أطفال المخيمات اشد الناس معاناة وتأثرا بتبعات الصراع وأكثر الصغار فقداً للأمن والأمان في الألفية الثانية.

أفقدتهم الحرب منازلهم واصدقائهم وأحيائهم التي اعتادوا عليها ونقلتهم لعالماً يعجز الكبار تحمله حيث الانتهاكات والتحرش 

وقد أندفع عدد كبير منهم للعمل في الشوارع ليمسحوا نوافذ السيارات مقابل بعض الريالات التي لا تكفي لشراء وجبة

عطية طفلاً أحد هؤلاء الأطفال يبلغ من العمر أثنى عشر ربيعاً ويُعيل اسرته بمسح السيارات ا على مدار الأسبوع من الصباح الباكر الى اخر المساء ورغم هذا النشاط الذي يظهره للجميع يخفي بداخله ارهاقاً لا يتحمل.

عطية يحسب من فئة المهمشين بحسب التصنيف الطبقي في اليمن فقد نزح هو ووالدته واخته الصغيرة من سهول تهامة الى صنعاء بسبب الصراع الدائر ولكن فضل هو وأمه الانتقال الى محافظة عدن جنوبي البلاد باحثين عن وضع أفضل ليسكنوا بعد ذلك أحد الأماكن المخصصة للنازحين والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة ليبدأ بذلك رحلة كفاح ونضال طويلة تتخللها قطرات عرقاً تنصب كالشلالات في جسده لكسب بعض الريالات التي بالكاد تكفيه وتلبي احتياجات اسرته الصغيرة.