حرب وفقر وجائحة، ثلاثي الرعب

عانت اليمن منذ عقود نزاعات عسكرية سياسية لعبت التدخلات الخارجية دور رئيسي في تغذية
هذه الصراعات. تفاقمت كل هذه التراكمات السابقة وبلغت ذروتها في بدايات العام 2015 مما أدى الى نزاع شامل حول السلطة ونتيجة لهشاشة البنية التحتية تدهورت سريعا مقومات الدولة الاقتصادية، الصحية والتعليمية.
عندما انتشرت جائحة كورونا العالمية أصيب النظام الاقتصادي والصحي العالمي بالشلل ووقفت كبرى الدول واكثرها تقدمًا عاجزة أمام هذا الفايروس، ولم يستثني الوباء اليمن الفقير وجاء ليسحق ما تبقى من مقوماته الاقتصادية والصحية
ورغم إدراك اليمنيين خطورة الفايروس إلا أن هنالك تفاوت كبير في مدى التزامهم بالإجراءات الوقائية فهناك شريحة واسعه تعتمد على أعمال بالأجر اليومي تجبرها الظروف على كسر هذه الإجراءات بحثاً عن لقمة العيش.
كيف تمر هذه الأيام على الشعب اليمني المنكوب .. قصص وتجارب يحكها لنا مواطنون في استطلاع أعدته نوى ميديا.
قناعة وانكار وجود:
عندما مضت العشرة الأيام الأولى منذ إعلان العاصمة صنعاء مدينة موبوءة بفيروس كورونا وأم محمد في حالة خوف وقلق من انتشار الفيروس الذي سيمنعها من متابعة الخطة العلاجية لطفلها المصاب بالسرطان إذا ما تم فرض حظر الحركة تطبيقا للتباعد الاجتماعي من قبل السلطات على بعض الحارات التي ظهر على بعض ساكنيها أعراض فايروس كورونا.
تقول سمية هاشم من العاصمة اليمنية صنعاء: فايروس كورونا مرض خطير ومعدي سريع الانتشار يستهدف الجهاز التنفسي بشكل عام والرئتين بشكل خاص ويمكن الشفاء منه بالالتزام واتباع الإجراءات الوقائية والتغذية الجيدة لتعزيز المناعة والابتعاد عن التجمعات البشرية وهذا ما تقوم به أسرتي

يحدثنا علي وهو أحد سكان محافظة حضرموت-شرقي اليمن:
طرق الوقاية من الفايروس سهلة وبسيطة وبالغة الأهمية وهي بغسل الايدي جيدًا بالماء والصابون واستخدام المعقمات والكمامات وعدم مصافحة الأخرين والخروج عند الضرورة. إن السلطات المحلية تطالب المواطن بالالتزام بالحجر المنزلي ولكن ابسط الحقوق للمواطن وهي الكهرباء تغيب عن منزله لساعات طويلة وهناك كبار السن وامراض مزمنة كالربو لا يستطيعوا أن يتحملوا ذلك خصوصًا ونحن نمر بفصل الصيف شديد الحرارة.
سهى محمد تحكي عن وضع مدينة عدن التي صنفت أول مدينه يمنية موبوءة بسبب انتشار عدد من الأوبئة فيها قائلة:
عندما أعلنت وزارة الصحة وجود فايروس كورونا وقامت بتنبيه المواطنين بعد بلوغ عدد الوفيات ارقام قياسية فرضت تم فرض حظر تجوال في جميع مديريات المحافظة ولكن لم يلتزم المواطن بالقرار وضلت الأسواق والشوارع مكتظة بالمتسوقين.
تضيف سهى: أتبعت الإجراءات الوقائية وقمت بتعقيم كل شيء خوفًا على والدي ووالدتي وجدي وأفراد أسرتي وأجبرتهم بالحجر المنزلي خوفًا عليهم خصوصا كبار السن منهم وكنت أخرج لشراء الحاجيات الأساسية وللضرورة القصوى.
جميلة محمود أحد أبناء مدينة تعز تحكي لنا:
لازلت اخرج من المنزل دون خوف او لغاية محددة في بعض الاوقات اخرج من منزلي وأتجول في الشوارع والأسواق فقط ليتعدل مزاجي ونفسيتي غير مبالية بما تتحدث عنه وسائل الإعلام وأحاديث الناس عن هذا الوباء فأنا لا أشعر بالخوف منه فالخوف هو السبب الرئيسي للإصابة بالأمراض.
الوضع الصحي في اليمن في تدهور مستمر ورقعة انتشار الوباء في تزايد سريع. النزاعات العسكرية أيضا لم تتوقف رغم الوضع الإنساني السيء الذي جعل اليمن تعيش أسوأ أزمة إنسانية بحسب توصيف الأمم المتحدة وهي الآن تقف وحيدة في وجه الأوبئة المنتشرة رغم العجز الكبير الذي تعاني منه المستشفيات التي لازالت تعمل بمواد طبية بدائية وشحيحة .. كل ذلك جعل الحياة تبدو غريبة في اليمن البائس بعد قدوم كورونا الذي يتطلب ترفاً للهروب منه