
أخي فواز: لقد أخبرت أبي عنك
أخي فواز فؤاد السمان..
أخي الشهيد فواز..
اخي في الثورة، فواز.
اليوم صباحا أخبرت أبي عنك. أخبرته أن رصاصة حية دخلت في فخذك وعبرت إلى جسدك الطاهر ثم حطت في دورة شبابك الدموية السريعة والثائرة، فنزفت حتى الشهادة.
لقد أخبرته أنك صعدت شهيدا إلى علياء المظلومين.
سكت قليلا وسألني: وفي هذه الحالة كيف تتعامل الثورة مع الشهداء؟
رديت سريعا: الثورة سترثيه، ستنقله إلى مثواه الأخير على أكتافها.. ستضيء شموعاً في كل لبنان، أمام المصارف، وفي الساحات والشوارع، وحيث عرجت روحه الى السماء.
أقصد كيف ستتعاملون مع هذا الشهيد وعائلته؟
نستقبل التعازي بكثير من الأسى واللوعة وسنقدمه قرباناً لثورتنا. سنحزن كثيراً يا أبي ونبكي. سنغضب ولن نسكت هذه المرة.
كفّي عن السرد: أقصد، أن الثورة حتما ستنجح، واذا ما نجحت، هل سيشكلون مجلسا لعوائل الشهداء؟ من سيعوض للأباء والأمهات؟ لربما عندما تنجح الثورة يتم تشكيل مجالس للشهداء. لا يعقل أن يضيعوا سدا، هم ضحوا بأجسادهم لتحيا الثورة.
فكرة جيدة سأكتب عنها.
من قتله: الجيش…
كم أصبحوا شهيداً: أربع أو خمس شهداء.
كم عمر فواز: ستة وعشرين ربيعاً.
أخي، أكتب لك من ضيعتي في محافظة بعلبك الهرمل، وأطمئنك أننا في الأمس تلقينا صندوق مساعدة غذائية من حزبنا الحاكم هنا.
أطمئن،نحن نأكل جيداً والمساعدات فيها أصناف متنوعة.
حتى أننا وجدنا فحماً للأراكيل في كرتونة غذائية.
تخيل معي، لقد زودتنا الأيادي البيضاء بفحم للأراكيل.
رحمك الله يا اخي، الله الذي نعبده نحن وليس هم،
رحمك الله، إله العدل والحق،
رحمك ربنا الذي سينصرنا على القوم الظالمين.
رب الثورة و١٧ تشرين الأول.
إن للحق وإن اليه راجعون.
يقول الخبر الذي وردنا أمس : توفّي الشاب فوّاز السمّان متأثراً بجروح نتيجة إصابته برصاصة حيّة إثر المواجهات التي حصلت ليلاً بين المحتجّين والجيش، أمس الإثنين، 27 نيسان 2020، في طرابلس.
ونعت الشابّة فاطمة السمّان شقيقها في منشور عبر “فيسبوك”، قائلة: “استشهد أخي فواز فؤاد السمان، 26 عاماً، متأثّراً بجروحه نتيجة رصاصة حية خلال مواجهات الثوار مع الجيش أمس في طرابلس”….. “سيصلّى على جثمانه في ساحة النور”.

ملاحظة: إن هذه القطعة هي رأيي الخاص ولا علاقة لموقع نوى بأي موقف يكتب عنه الصحافيون والصحافيات الطلاب في غرفة الأخبار.