من موّل جريدة ١٧ تشرين؟
31 آذار 2016 تاريخ أغلاق جريدة السفير بعد 42 عاما من الصدور.
30 تموز 2018 تاريخ إغلاق جريدة الحياة بعد 70 عاما من الصدور.
29 أيلول 2018 تاريخ إغلاق جريدة الانوار بعد 58 عاما من الصدور.
28 تشرين الثاني 2019 تاريخ توزيع جريدة ١٧ تشرين بعد 11 يوما من إنتفاضة اللبنانين واللبنانيات في 17 اكتوبر.
أعزائي وعزيزاتي القارئون والقارئات، فيما تقدم ترتيبٌ تاريخي لبعض الصحف العريقة في لبنان، التي صدرت منذ عقود، لكنها عجزت عن مواجهة الأزمة التي طالت الصحافة في لبنان. كل هذه العراقة قابلها صدور جريدة بعد 11 يوما فقط من الانتفاضة على الوضع المعيشي والإقتصادي المتردي، فأي منطق هذا ويا للغرابة! طبعا إن التمويل يفعل فعله. ولكن إليكم وإليكن المنطق الآتي:
جريدة ١٧ تشرين ليست جريدة يومية، إنما تعد منشور شهري مرتبط بأحداث الثورة التي يشهدها لبنان. سميت بإسمها تيمناً باليوم المجيد الذي ثار فيه اللبنانيون واللبنانيات على ناهشي لحم البلاد. تتألف الجريدة من 16 صفحة نابعة من روح الثائرين والثائرات. أسّسها عدد من الصحافيين والناشطين إجتماعياً في لبنان.
إن الجريدة بورقها الخفيف توثق وتعلق وتحلل الاحداث اليومية التي يعيشها المناضلون والمناضلات يومياً أمام مصرف “حاكم لبنان”، في ساحة رياض الصلح، في ساحة الشهداء، في ساحة النور، في ساحة خليل مطران، في عين التينة والجنوب، في النبطية والضاحية. على الجدران، على نعوش شهداء الثورة، على الهتافات الطريفة، على الاعتداءات والخروقات الأمنية، في الجلسات السياسية اليومية، في ردهات المقاهي والساحات، في الأغاني المبتكرة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. إذاً، إن ١٧ تشرين ليست جريدة بكل ما للجريدة من معنى لدى الفهم العام للجريدة. بل هي منشور خلاّق توثق حصراً أحداث ثورة لبنان وتتلقى تمويلها من الناس.
” نكتب للناس بقلم الناس، من حبر دفعوا على مر السنوات ثمنه” من المقال الافتتاحي للعدد الأول، بشير أبو زيد.
إن تمويل الجريدة المالي يتم عبر تبرعات الناس المباشرة، إذ عزم المؤسسون في بادىء الأمر على جمع مبالغ بسيطة شكلت مبلغا مساعدا، وإستعانوا لاحقاً بالخدمة التي توفرها منصة ذومال للتمويل الجماعي للمشاريع الابداعية والاجتماعية والشبابية، وإستطاعت الحملة جمع 3279$ خلال اسبوعين، وهذا المبلغ يكفي لطباعة حوالي أربعون ألف نسخة تقريباً. أما التمويل الأخر للجريدة كان عبر مساهمة الصحافيين/ات وغير الصحافين/ات في الكتابة والتصوير والرسم والهتافات وثوثيق حكايات من صلب الثورة.
١٧تشرين لا تحتاج إلى ترخيص
إن هذه الجريدة مجانية لذا هي تعتبر منشور، وبالتالي لا يحتاج المؤسسون إلى ترخيص، يقول جعفر العطار وهو صحفي ومن مؤسسي الجريدة أنه ” لو كانت الجريدة تباع لكانت تحتاج إلى ترخيص”. يدعم هذا نص المادة 74 من قانون المطبوعات الذي يقول انه ” كل من أراد أن يبيع صحفاً وكتبا ومجلات وصوراً ورسوما وغيرها من المطبوعات وجب عليه أن يستحصل على رخصة من وزارة الارشاد والأنباء والسياحة.
وحرصا على مواجهة الجريدة بالإقفال يقول العطار أن هيئة تحرير الجريدة إستشارت المحامية نايلة جعجع التي أكدت لهم أن الجريدة لا تحتاج الى ترخيص، ولكن رغم ذلك أختار المحررين الصدور بالتعاون مع المنتدى المدني التشاركي تحسبا لأي مشاكل قد تواجه الجريدة. والمنتدى هو جمعية مرخصة أسسها ناشطين وناشطات وحقوقيين وحقوقيات ومحاميين ومحاميات.
لا نية لدى المسؤولين عن ١٧تشرين تحويلها الى جريدة تقليدية إخبارية تباع في المحال التجارية والمكتبات، بل إن فريق التوزيع يحرص أن توزع النسخ في المناطق الشعبية والدكاكين الصغيرة، وسوف تتوقف الجريدة عن الصدور تماما كما بدأت حسبما أكد المتطوعين والمتطوعات في الجريدة.
اليوم وبعد صدور العدد الرابع من الجريدة في 17 شباط 2020، قررت هيئة التحرير أن تصدر الجريدة في السابع عشر من كل شهر، ويمكن لكل ثائر/ة محب للكتابة أو صحفي/ة، مصور/ة، رسام/ة أن يمول الجريدة عبر إرسال المواد إلى البريد الإلكتروني info@17teshreen.com. كما يمكن للراغبين في الإطلاع على الجريدة إلكترونيا زيارة موقعها الإلكتروني: /https://17teshreen.com
إن موجة التخوين التي طالت الجريدة، قُصف عمرها بعد أول يومين من إصدار الجريدة لأنه بكل بساطة من موّل الجريدة كان غضب الناس الذي ولّد إبداعا وحداثة لم نعهده من قبل.