خمس دقات على باب السنة الجديدة

بقلم: ستيفاني غانم |

دقت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليل الثلاثاء 31 كانون الاول 2019 مقدمةً لنا العام 2020 “أحر التهاني لكم، لقد تم تجديد اقامتكم على متن الارض، بالتحديد في لبنان، 365 يوم”، كل ما عليكم فعله هو شد الاحزمة والتشبث جيداً لان الرحلة أقلعت بالفعل مطلع العام.

سندق بالرحلة هذا العام على باب 2020، فهاك الدقة الاولى،”دقة الساعة”، سنتخطاها للدقة الثانية.

دقت ساعة الحسم، بعد أكثر من شهرين على “انتفاضة الشعب”، كل التطلعات والآمال علقت على كاهل السنة الجديدة لتحمل الاجابات المرجوة، فبعد استراحة الاعياد عاد صوت “الثوار” يدوي في أرجاء البلاد، لكم أقول فليحقق هذا العام مطالبكم متأملين أن يحل العدل.

ضاقت الحالة الاقتصادية و”دقّ الضيق الاقتصادي بجيوب الناس”، بين الليرة التي تتأرجح طلوعاً ونزولاً، والمصارف التي تتلاعب بأموال المودعين، تارةً متكرمةً عليهم بمنحهم اموالهم وتارةً أخرى حاجزةً أوراقهم النقدية بحكم أي سبب تختلقه، ضاع ذلك “الغني” -اذا يمكننا تصنيفه كذلك – بما يتوجب عليه فعله ليحافظ على مؤسساته والعائلات التي تقتات منها، أما “الفقير” فهنيئاً له لا أموال يخاف عليها من خطر “التشبيح” في البنوك.

دقت الساعة السادسة صباحاً، يؤسفني أن أيقظ طلاب المدارس بعد هذه العطلة، ولكن خمنوا ماذا؟ مستقبلكم تصنعه كتب التاريخ البالية والجغرافية غير مفهومة المعالم والتربية المدنية التي لا تطبق الا في جمهورية افلاطون. فها أنتم تطلون على سنة جديدة من الكد والجهد وتخوضون غمار الامتحانات الرسمية لتحصلوا على شهادة تختارون لها “بروازا”ً جميلاً تزينون به حائط غرفة المعيشة… وقد تستخدمونها للتقدم لوظيفة.

دقّ ناقوس الخطر، أكثر من 50% من الشباب اللبناني عاطل عن العمل، والنصف الثاني مهدد بالصرف. فما من حلّ أمام هؤلاء اما تقبل الوضع الراهن، العمل بنصف مداخيل او “انتظار الفرج”، أو الاسراع لتقديم طلب هجرة والفر سريعاً الى أحد بلاد العالم الواسعة. حظاً موفقاً في هذه السنة لمن قرروا التأقلم و البقاء في لبنان وفي ايجاد بلد تلجأون اليه لمن قرروا الهجرة.

خمس دقات تدق باب السنة الجديدة لعلها تحمل لطارقيها الامنيات والاحلام والحقوق المرجوّة وتكون افضل من سابقاتها.