نادين موسى: 30 سنة ذلّ، بِكَفّي!

بقلم: اليسا مدوّر |

اشترطت عليها أمّها قبل أن تبدأ بمسيرتها الجامعية، أن تتزوج أو أن تكون محامية. فاختارت الاحتمال الثاني. ومنذ ذلك حين بدأ نضالها ضد العقلية الذكورية المغلقة والمجتمع القامع، قبل أن تصبح محامية بالاستئناف في العام 1995 وناشطة حقوقية واجتماعية سياسية مستقلة.
نادين موسى رئيسة الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد، ومستشارة قانونية سابقة للUNDP ولرئيس اللجنة البرلمانية للصحة، وهي عضو مؤسس وفاعل في كل من: جمعية نساء رائدات، الهيئة الوطنية لتفعيل دور المرأة في صنع القرار السياسي ومعهد القيادات النسائية العربية.

هذه هي المرأة التي دفعتها جرأتها وكفاءتها أن تترشح الى الانتخابات الرئاسية، عادت لتترشح اليوم مع لائحة “كلنا وطني” في المتن، لأنها تؤمن بطاقات لبنان الهائلة البشرية والطبيعية، لأنها زارت بلدان العالم كله ولم تجد وطنًا كمسقط  رأسها، لأنها سئمت من زعماء الحرب الذين يحوّلون الناس الى شعب مهزوم وتعيس ويائس، لانها تريد أن تعطي بناتها الجنسية اللبنانية وتمكنهم من التعلم في الجامعة اللبنانية (فهي متزوجة من أجنبي)، ولكسر الاقطاع المحاصصاتي الطائفي الفاسد والذكوري.
اليوم، تتعهد موسى أمام الشعب بتقديم عدة مشاريع قوانين ومن أهمها:
– مساواة شاملة بكل الحقوق والواجبات والغاء كل أنواع التمييز والتهميش بحق المرأة والفئات المهمشة (ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن).

– استقلالية القضاء: لدينا قضاة مميزون، ولكن الجسم القضائي لا يزال تحت قبضة زعماء الطوائف الذين يتدخلون بكل حذافيره: من الأحكام الى الترقيات. ولا يمكن بناء دولة أو تحصيل حق، من دون قضاء نزيه مستقل.

– اللا مركزية الضريبية: لا سيما في قضاء المتن. فتحال نصف الضرائب الى القضاء من أجل تنفيذ مشاريع انمائية والنصف الآخر الى خزينة الدولة .

– الاصلاح السياسي – أخلاقيات العمل السياسي: وفيه عدة شروط ملزمة على سبيل المثال لا الحصر:
*الزامية رفع السرية المصرفية عن كل من يتعاطى الشأن العام (عن حساباته وحسابات أفراد عائلته) ورفع الحصانة العقارية.
*فصل النيابة عن الوزارة
*منع تضارب المصالح
*منع توظيف أو تعيين أفراد العائلة
*الاستقالة حكمًا في حال تغيب النائب والوزير 3 مرات عن الجلسات.
*الغاء المعاشات “الأبدية” للنواب والوزراء.
*تخصيص يوم كامل أسبوعيًا للاصغاء الى المواطنين.

أما البرنامج المتني، فيشمل انشاء نظام نقل عام داخلي، انشاء محطة تكرير للصرف الصحي، وانشاء معامل للفرز والتسبيح، وسحب الصلاحية الاستثنائية لاتحاد البلديات في ما يتعلق بمنح وحجب رخص البناء، وحصر تراخيص الكسارات وفقًا للخطة الشاملة لترتيب الأراضي، وتطبيق الصيغ الفنية المعتمدة دوليًا في ما يخص التوتر العالي في المنصورية.

تروّج وسائل الاعلام لانهزام لوائح “كلنا وطني”، بطرحها احصاءات وتحليلات شبه أكيدة، ان اللوائح “جيدة” ولكنها لن تحصل على حاصل انتخابي. ما تعليقك؟
هذا الترويج ليس الا اهانة بحق الشعب اللبناني. لا اعرف من هم هؤلاء المحللون. والاعلام أصلًا مسييس وليس حر، بالتالي من يدفع يحصل على ما يريد. تكلف الدقيقة الواحدة على التلفاز 2000 $ . تخيلي أن كل يوم يتم دفع مبالغ بقيمة 120000 $ على البرامج! كم عائلة تعتاش من هذه المبالغ؟!
هذا عهر! لا سيما أن مستوى الفقر في لبنان 60%.
النتائج هذه احتقار للشعب اللبناني لأنه يستبق النتائج ويقرر سلفًا عن مصيره ورأيه ومستقبله. اللبنانيون أمام خيار واضح: هل يريدون مستقبلًا لهم أو يريدون القضاء على أي فرصة لحياة أفضل؟
نحن من ومع الشعب. لا يمكنك أن تتخيلي التجاوب والتشجيع من الناس، لأنهم للمرة الأولى يشعرون بأن أحدًا ما سيوصل أصواتهم ويمثلهم ويحارب من أجل قضاياهم! نحن نذهب الى البيوت ونعرّف الناس علينا لأن مشاكلهم مشاكلنا.
كنت مع الأهالي في المدارس الخاصة الذين لديهم الحق في رفض ميزانية المدرسة في حال زيادة الأقساط غير المبررة، ومدرسة الحكمة كانت مقفلة اليوم! أين نعيش؟

ماذا تقولين للناخبين؟؟
أقول لهم أننا في خضم معركة مفصلية ، فهذه المرة الاولى في التاريخ الحديث يكون لدينا الخيار أن ننتخب أشخاص يعرفون الحلول لمشاكلنا وقضايانا، لأن لديهم الخبرة والكفاءة ونظافة الكف والمناقبية، ويريدون تطبيق هذه الحلول من داخل المؤسسات. انها المرة الاولى التي يمكن أن نأتي بمن يمثلنا ولا يمثل عليناز سيختار اللبنانيون بين التصويت لنهج فاشل محاصصاتي، أو لنهج حقوقي بعيد عن الفساد.
أقول لهم اعطونا فرصة، اطلعوا على برامجنا ورؤيتنا، نحن شركاؤكم في ايصال قضايانا الى مراكز القرار.
وانتبهوا، فالورقة البيضاء و”القعدة بالبيت” هي تجديد للطبقة السياسية واستسلام للواقع البائس! “بكفي”.

أقول للشباب: أنتم عنصر التغيير، اصنعوا من اليوم مستقبلكم الذين تحلمون به، وتستحقونه ويليق بكم. وأقول للأهل الذين سبق ان اختاروا هذه الطبقة السياسية: وراء العازل، فكروا بأولادكم.

– لم لوائح المستقلين ليست موحّدة؟ أليس هذا مؤشرًا أن مبادئكم ومعركتكم ركيكة نوعًا ما، وأنكم غير متفقين؟
المجتمع المدني متنوع على صورة المجتمع اللبناني، وهذا مصدر غنى يجب أن نفتخر به. كلٌّ من القوى المدنية لها مقاربة مختلفة لمواضيع مختلفة ولكن الفرق بيننا وبين الأحزاب أن لدينا رؤية واحدة مشتركة تجمع العناوين الأساسية لتقرير مصير البلد. فكلنا مع مشروع بناء الدولة المدنية وكلنا خارج الاطار الطائفي الاقطاعي المحاصصاتي للاحزاب السياسية.
وتحالف “كلنا وطني”، يقدم نهجًا وطنيًا حقوقيًا شفافًا، بعيدًا عن المحاصصة والفساد.
نحن القوى السياسية الأقوى وليس الأضعف لأننا استطعنا ان نرشح 66 مرشحًا ومرشحةً، بمشروع واحد، ضد كل احزاب السلطة مجتمعة. وهذه لمعجزة!
واذا قارنا انجازاتهم مع انجازاتنا يتبيّن أن كل منا ضمن نطاق عمله وخبرته، ناضل وحقق وسجل نتائجًا ايجابيةً. صحيح أن الشعب لم يلمسها على الصعيد الوطني، لأننا لا نزال خارج مراكز القرار. أما أحزاب السلطة فهم من داخل المؤسسات ولم ينجزوا أي شيء!
الملفات في الجوارير، ونحن نريد أن نفتحها.