في المؤتمر السنوي للصحة الجنسية لمجتمع الميم: “يجب الاستماع إلى رغبة الفرد قبل كل شيء”
أقامت الجمعية الطبية للصحة الجنسية مؤتمرًا من 17 الى 19 آذار 2018 ، للسنة الثانية على التوالي، في الأسبوع السنوي المخصص لصحّة أفراد ِمجتمع الميم (المثليين/المثليات، مزدوجي/مزدوجات الميول الجنسي ومغايري /مغيرات الجنس أو النوع الاجتماعي. وكان شعار الحملة لهذه السنة “شخص مش تشخيص”.
تحدّث الدكتور فيصل الكاك المتخصص بأمراض النساء والولادة في جلسة عن طريقة المحافظة على الصحة عند مجتمع الميم. وأشار في تقديمه للجلسة على تركيز رادارات الخدمة الصحية للأشخاص ذي الميول للجنس الآخر والمتزوجين، متجاهلين شريحة مجتمع الميم. وأكّد الكاك أن عمل المتطوعين في الخدمة الصحية يرتكز على تعزيز الصحة وليس تناول السلبيات التي تواجهها وحسب. وشارك الجلسة ثلاثة متحدثون من اختصاصات عدّة .
وتناولت دكتور راشيل كابلين، وهي دكتور في جامعة كاليفورنيا، موضوع الصحة الجنسية والنفسية للنساء المتحولات جنسياً في لبنان.” وأشارت إلى أنّ في لبنان برامج التركيز على الصحة الجنسية شبه مفقودة، الأمر الذي ما دفع لإنشاء جمعية طبية للصحة الجنسية. وفي إحصاءات عن نساء مجتمع الميم، يظهر أن 61% من هؤلاء النساء يشكين من عدم مراعاة مقدمي الخدمات الصحية لحاجاتهم الصحية.
النساء المتحولات جنسياً في لبنان يتعرضن للمضايقة والتنمر من قِبَل العائلة والأصدقاء.كما لا يخضعن لفحوص فيروس نقص المناعة المكتسبة خوفاً من وصمة العار. والخجل الذي يعشن به وخوفهنّ من ردة فعل المجتمع يجعلهنّ يعشن في حالة اكتئاب قد تودي بهنّ للانتحار. وختمت كابلين حديثها متمنيةً القيام ببحوث عن مجتمع الميم بحسب الاعتبارات الأخلاقية.
ثمّ أكمل الشق الثاني من الجلسة د.حسّان عبد الصمد تطرّق إلى موضوع رحلة التحول الجنسي، شرحها من خلال شهادات حيّة مرّت معه في إطار عمله الطبي، أوّلها قصة امرأة لبنانية تدعى سارة * في الثلاثين من عمرها وهي رجل تحول جنسياً ليصبح امرأة، وتروي سارة أنّها تعرضت للحرق من قبل أخيها بالماء الساخنة على وجهه، في سن الرابعة عشر، بعدما رآها تضع أحمر الشفاه. كما حاول أبوها قتلها بإلقائها من شرفة بيتهم في طرابلس، في الخامس عشرة من عمرها، لكنّها نجت. وفي التاسعة عشر من عمرها خضعت لعملية استئصال العضو الذكري وفي الواحد والعشرين صارت تملك أعضاء تناسلية نسائية. بعد العملي، أخذت سارة هورمونات نسائية وعملت على تغيير شكلها لتصبح فتاة بالكامل، كما عملت على ترفيع صوتها، وابراز صدرها ومؤخرتها … برأيها، كانت فتاة قبل حتى أن تتحول جنسيًّا، وتعتبر نفسها فتاة مسلمة ملتزمة.
ويشير د. عبد الصمد أن ليس كل من يعاينهم يقومون بالتحول الجنسي الكامل كما في وضع سارة. ويضيف: “ليس جميع المرضى يطلب علاجًا طبيًّا وفي المقابل ليس جميعهم يريد الخضوع لعمليات جراحية في عملية تغيير الجنس. فيجب الاستماع إلى رغبة الفرد قبل كل شيء” .
والجزء الثالث والأخير من الجلسة تموضع حول الرعاية الصحية للأقليات الجنسية وتحدّثن د. سهى بلوط في هذا الإطار. أهم ما عرضته كان الاحصاءات التي حصلت عليها حول عدد الأقليات في لبنان أي مجتمع الميم وأوضحت أن نسبة مجتمع الميم يشكّل 3.5% من المجتمع، 8.2% قاموا بعلاقات جنسية مع الجنس نفسه و 11% يعترفون أنهم ينجذبون للجنس نفسه. وتمنّت د. بلوط في آخر الجلسة أن تنتشرالثقافة الجنسية فيما يخص مجتمع الميم.
*سارة هو اسم مستعار، استخدم للمحافظة على الخصوصية لدى الشخص