المعايير المهنية والأخلاقية وتحديات وسائل التواصل الإجتماعي
أدار الدكتور رامي نجم الجلسة السادسة التي أقيمت في اليوم الثاني من المؤتمر السنوي الأول لرابطة أكاديميي الإعلام في لبنان, هذا المؤتمر الذي أقيم في الجامعة اللبنانية الأميركية-حرم بيروت في 8 و9 كانون الأول (ديسمبر) 2017.
افتتحت الجلسة السادسة, د. ماريا أبو زيد من جامعة سيدة اللويزة,حملت المداخلة عنوان الأخلاق الإعلامية بين مطرقة البث المباشر وسندان التواصل الإجتماعي. ركّزت أبو زيد على توثيق خروقات حصلت على وسائل التواصل الإجتماعي وعلى الشاشات اللبنانية, ضمن ما يُعرف بالأحداث المأساوية, أي استغلال مأساة الناس للتسلية, معتبرة” أنّ وسائل التواصل الاجتماعي سهّلت موضوع اختراق الخصوصية, مما أدى إلى فرض تحديات على وسائل الإعلام, ومشيرة” الى أنّ المَشاهد التي يراها الناس على وسائل التواصل الإجتماعي ليس مسموحا” أن يروها على وسائل الإعلام التقليدية التي يجب أن تكون المرجعية, وبالتالي هدف هذه الورقة البحثية, اسقاط مقولة لأن الناس يستطيعون الوصول لوسائل التواصل الإجتماعي
عرضت أبو زيد قصة أثّرت فيها شخصيا”, في كانون الثاني 2010, وهي حادثة الطائرة الأثيوبية التي قضى فيها حوالي 156 لبناني, مشيرة” الى فتح البث المباشر لمدة ثلاثة ايام, لتعرض وسائل الاعلام أخذ الطيور لأشلاء الضحايا, مع طرح أسئلة من قبل الصحافيين لأهالي الضحايا في صالون الشرف في مطار بيروت, ولافتة” الى أنّ البث المباشر أرخص من الإنتاج
كذلك تطرّقت أبو زيد لقضية السيدة أنيتا بشارة رشدان التي قضت في حادث سير في منطقة جبيل, حيث تناول رواد التواصل الإجتماعي صورا” للضحية تنتهك حرمة الموت, بينما الاعلام التقليدي استطاع ان يكون واعيا” ولم يعرض صور الضحية.
أما بالنسبة لتفجير ملهى لارينا في اسطنبول, فقد اشارت ابو زيد الى انه تفجير أعطى 45 ساعة تدريس بسبب الخروقات, لكن, برزت الحالة الايجابية في التفجير, وهي تضامن وسائل الإعلام مع عائلات الضحايا والجرحى, ودفع المسؤولين الى سرعة التحرك, اما من الناحية السلبية, أوضحت أبو زيد اختراق وسائل الاعلام حرمة المنازل, وغياب الإحترام لحرمة الموت ووجع الجرحى, ومطالبة” بالمساهمة في تسريع ميثاق شرف اعلامي تعتمده وسائل الاعلام اللبنانية, وفرض مادة الاخلاقيات الاعلامية كمادة أساسية في مناهج التعليم.
من جهتها, قاربت الأستاذة حياة الحريري, من الجامعة اللبنانية الدولية, في مداخلتها, اشكالية الأخلاقيات الاعلامية, لأنه يوجد فرق بين النظرية والواقع, مشيرة” الى أزمة استخدام النظريات مع وسائل التواصل الإجتماعي, موضحة” الى أنّ الصحافيين يرتكبون الأخطاء على هذه المنصات, والطلاب يتبعون هؤلاء الاعلاميين, ولافتة” الى وجود مشكلة في التعبير في لبنان.
في السياق, تحدّثت د.ديما عيسى من جامعة البلمند, عن ضرورات التكنولوجيا اليوم. فتطرّقت عيسى الى استخدام الطلاب لوسائل التواصل الاجتماعي, مشيرة” الى أنّ الطلاب يستخدمون الفيسبوك والتويتر لإبداء الرأي بالسياسة والأمور الأخرى, ويمثل الفيسبوك الوسيلة للحصول على المعلومات.
المداخلة الرابعة كانت مع الأستاذة عليا ابراهيم من موقع درج. لفتت ابراهيم إلى أنّ ما كان يحدث على وسائل التواصل الاجتماعية لم تكن تغطيها وسائل الاعلام التقليدية, مثلا” مسألة التحرش بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الهاشتاغ, مجددة الدعوة للعودة الى أساسيات الصحافة ومناقشة المعايير الأخلاقية في تغطية الأحداث, وبث الصور, كذلك التفكير بالمال السياسي والاعلانات التي تؤثر على تغطية الأحداث.
على صعيد آخر, قدّمت د.مي شدياق من جامعة سيدة اللويزة, دراسة ميدانية عن حرية الرأي والتعبير, وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير بالناس, عارضة” لأسلوبين في التأثير, الأول ايجابي, مثل وزير الصحة اللبناني غسان حاصباني ووزير التربية السابق الياس بوصعب, هذا الشخصان أثّرا بالناس وأصبحت تغريداتهم ونشاطاتهم تتابع من قبل وسائل الاعلام التقليدية والناس. اما الثاني السلبي, فهو استخدام الجماعات الإرهابية لوسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ذكية لجذب الناس والتأثير بهم.