Tom Trewinnard
–
–
لقد مضت أكثر من 10 سنوات تقريباً على سفري إلى القاهرة بعد أن أكملت دراستي الجامعية. وعرفت حينها أن هذه الخطوة ستكون مغامرة، ولكنني لم أكن أعلم في ذلك الحين أن المغامرة الحقيقية ستكون بالسفر إلى احدى المدن العظيمة في العالم. لقد بدأت مغامرتي مع “ميدان” بعد أسبوع من اقلاعي بالطائرة إلى القاهرة، وتحديداً بعدما ألقى أوباما أول خطاب عالمي له في جامعة القاهرة بأسبوع.
وعندما انضممت لميدان للمرة الأولى كمستخدم لتقديم الملاحظات الناقدة لموقعها الاخباري الرائد الثنائي اللغة (News.Meedan)، شغلت العديد من الوظائف مثل: منتج محتوى، مدير تحرير، مدير برامج، مدير تطوير للأعمال التجارية، ومشرف برامج. وخلال هذه السنوات العشرة، نمت المنظمة وتوسعت من مجتمع محلي صغير يضم مترجمين وصحفيين مُنصبِّين على إنشاء محتوى فريد، إلى شركة تكنولوجية مكتملة الأركان تقوم بإنشاء أدوات عالمية المستوى لدعم مجتمع عالمي من الصحفيين، ومتقصي الحقائق، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والباحثين المعالجين لأكثر القضايا الحاحاً في وقتنا الراهن، بما فيها القضايا المتمحورة حول الديمقراطية والمسائلة والشفافية.
وفي خضم هذا التحوُّل، كانت هناك العديد من الثوابت، مثل قيم: الانفتاح والتعاطف والقوة في التنوع، التي تعتبر صُلب وأساس منظمة ميدان. لقد عاش أفراد فريق هذه المنظمة من زملاء وشركاء ومتعاونين، هذه القيم خلال عملهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض ومع العالم من حولهم. كانت بمثابة مساحة للتعاون المشترك والفعال بين أفراد من مختلف الجنسيات واللغات والتخصصات.
هذه الثوابت الثلاثة تدعمها وتؤيدها قيمة رابعة وهي: إد بايس (Ed Bice).
إد بايس (Ed Bice) شخص ذكي وصاحب رؤية وقيادي لا يطمح إلى ما يرنو إليه من خلال ابداعاته وأفكاره فحسب، بل أيضاً من خلال اهتمامه وعنايته بزملائه وأصدقائه. يعجز لساني عن وصف مدى امتناني لكل شيء قدمه لي ولكل شيء عملني إياه خلال هذه السنوات العشرة. لم أكن أتصور يوماً منذ أن بدأت رحلتي مع “ميدان” بأنها ستقدم لي مثل هذه الفرصة الذهبية للتعلم باستمرار منها والعمل مع مجموعة من الأشخاص المفكرين والنقّاد والمحفزين بقيادة “إيد”. لم يكن “إد” على رأس الهرم يوماً، بل كان أدناه ليرفع هؤلاء المحيطين به ويدفعهم إلى تحقيق نجاحات أكبر.
بعد مضيّ أجمل 10 سنوات قضيتها مع منظمة ميدان التي كانت الأقوى على مدى تاريخها، لقد قررت بأن الوقت قد حان لأن اتحدى نفسي بطريقة جديدة.
بلا شك أن “إد” مدعوم بفريق دعم مذهل، ومن هنا أود أن أتقدم شخصياً بالشكر الحار والعميق وأقول بكل اللغات شكراً/ أوبريغادو/ جراسياس/ثانك يو لكل من: آن، وكريم، وديما، ووفاء، ونها، وكايو، وألكسندر، ودانييلا، ونات، وميغ، وايزابيلا، وشاليني، وسكوت، وكات، وأركا، ويوفا، وحمزة، وأنس، ولكافة أفراد منظمة ميدان السابقين والحاليين. أنتم فريق مدهش بالفعل ومؤهل جيداً لقيادة التغيير المهم في العالم خلال السنوات القادمة.
بالعمل عن قرب مع فيرغوس بيل، المؤسس المشارك لـ Pop-Up Newsroom، خلال السنوات الثلاثة الماضية، كانت لدي الفرصة للمشاركة بخبرتي في مجال الصحافة وأن أتخذ على نفسي تحديات تحريرية معقدة ومُنافسة، بدءاً من تغطية الانتخابات في وقت الحدث من خلال منظور الناخبين الناشرين لآرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى مبادرات تعاونية كبيرة أسعى من خلالها لتمكين الجمهور من الوصول إلى معلومات موثوقة ومُدعَّمة بحقائق.
لقد قررت أنا وفيرغوس الآن بأن الوقت أصبح مؤاتيا لتشكيل منظمة جديدة تدعى “Fathm”، بحيث تكون مهمتها العمل مع غرف الاخبار والمنظمات وشركات التكنولوجيا لاستغلال الفرص التحريرية والتصدي للتحديات الناشئة المقدمة في صورة أنماط جديدة من جمع الأنباء، والإفادة الصحفية، واشراك الجمهور، والنشر والتوزيع.
–
medium.com/fathm/introducing-fathm-31f962d87aca
–
وبصفتنا غرفة للأخبار، فسوف تستمر شراكتنا الوثيقة وعملنا مع “ميدان”، ونأمل بأن تتوسع دائرة شراكتنا أكثر فأكثر مع ميدان، المنظمة الرائدة في مجال تصميم وابتكار التقنيات التعاونية، ومع “Fathm” المنظمة الرائدة في بناء الشراكات واستراتيجيات التحرير مع شركاء غرف الأخبار.
أنا فخور جداً بكل ما أنجزته “ميدان” خلال العقد الماضي، ومسرور جداً لرؤيتها تتطور من ناحية، ولبدء مغامرتي الرائعة القادمة من ناحية أخرى.